عفرين
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من سوريا تشكل الحدود السورية التركية، يحدها من الغرب سهل العمق في لواء اسكندرون والنهر الأسود في عفرين الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود، من الشمال خط سكة القطار المار من ميدان إكبس حتى كلس، من الشرق سهل اعزاز ومن الجنوب منطقة جبل سمعان
إن منطقة عفرين متنوعة في جغرافيتها بين السهول والجبال ويمر بها نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويعتبر هذا النهر وروافده من أهم المصادر المائية لهذه المنطقة الزراعية.
إدارياً تتبع منطقة عفرين محافظة حلب، ومركزها مدينة عفرين التي تبعد عن حلب 63 كم، عدد السكان المدينة حوالي 50 ألف نسمة، تتألف بالإضافة إلى مدينة
عفرين من سبع نواح هي: (شران، شيخ الحديد، جنديرس، راجو، بلبل، المركز ومعبطلي) و366 قرية، يبلغ مجموع عدد سكان منطقة عفرين (523.258) نسمة* حتى تاريخ 31.12.2010. وغالبيتهم من الأكراد.
تساوي مساحتها حوالي 3.850 كم² أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا تقريبا.
عفرين هي واحدة من مناطق زراعة الزيتون التقليدية في سوريا وتعتبر رمزاً لها فهي الزيتون الذي يزرع في كل أنحاء وقرى المنطقة دون استثناء، ويفوق عدد أشجارها الثلاثة عشر مليون شجرة.ولذلك، تشتهر المنطقة بزيت الزيتون البكر الممتاز والصابون الحلبي. تعتني العديد من العائلات ببساتينها المزروعة بالزيتون، ولذلك توجد الكثير من معاصر زيت الزيتون في المنطقة. كما يُزرع القمح والرمان والعنب والتين . نهر عفرين هو شريان الحياة للمنطقة ولشعبها وطبيعتها. ويشكل سد عفرين بحيرة صناعية ذات أهمية اقتصادية كبيرة للزراعة وصيد الأسماك والسياحة الإقليمية..
يعود تاريخ أقدم الاكتشافات الأثرية والمباني التاريخية في منطقة عفرين الحالية إلى حوالي 3000 عام. ومن أهم المعالم التاريخية في المنطقة المسرح الروماني ومقبرة النبي هوري القديمة في الشمال الشرقي والدير البيزنطي. المعروف أيضًا باسم قلعة القديس سمعان، حيث عاش سمعان، أول قديس مسيحي، حتى وفاته عام 459
قبل العملية العسكرية التركية في بداية عام 2018، يعتقد أن ما يقرب من 350.000 - 500.000 شخص عاشوا في منطقة عفرين، بما في ذلك 125.000 لاجئ من مناطق أخرى في سوريا، معظمهم من حلب. وطبقًا للإحصاءات المأخوذة من فترة نهاية التسعينيات، فقد شكّل العرب نسبة واحد في المائة من سكان عفرين. بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في أوائل عام 2011، جاء إليها الكثير من اللاجئين من البلدات والقرى المجاورة بحيث ارتفعت نسبة السكان العرب إلى 15 في المائة.
في عام 2012، انسحبت القوات الحكومية السورية مبدئيًا من عفرين. وبعد فترة ليست بالطويلة، تولت "وحدات حماية الشعب الكردية" السيطرة على المدينة، وفي عام 2014 أنشأت ثلاثة كانتونات تحت اسم روج آفا (منطقة غرب كردستان) في عفرين وكوباني والجزيرة.
في 20 كانون الثاني 2018، أطلق الجيش التركي "عملية غصن الزيتون" واستولت القوات التركية على عفرين في 18 آذار 2018. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المنطقة بأكملها تحت سيطرة الجيش التركي وحلفائه
من المعارضة السورية
ويدفع شعب عفرين ثمنًا باهظًا لصراعات القوى الفاعلة في الشرق الأوسط. فمن ناحية، استمر الصراع السياسي والعسكري بين حزب العمال الكردستاني وفروعه وتركيا في النمو منذ عام 1984. ومن الواضح أن القتال بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني المتشدد ترك بصماته: سقوط حوالي 40000 ضحية، وتدمير 3500 قرية، وإجبار أكثر من 2.5 مليون شخص على الفرار والهجرة. وقد عزز الصراع الاستقطاب العرقي والنزعة القومية من الجانبين. ومن ناحية أخرى، كان الصراع المسلح في سوريا محتدمًا منذ عام 2011. ووقفت القوات المسلحة السورية، بقيادة الرئيس بشار الأسد وحلفائه، في مواجهة المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، مثل الجيش السوري الحر وأحرار الشام .
